حكمة الله

(حكمة الله)


تَوَكّلْ عَـــلى الرّحمنِ عندَ النَّوائِبِ
ونمْ هانِئَــــاً بينَ العَنـا والمَصائِبِ
يُقدِّرُ فينا مــــا يَـــشاءُ ورُبَّما
ســَــيَمحوهُ لُطفـاً دونَ أيِّ مُغالِبِ
يُســــخِّرُ مَخلوقاتِهِ فــي مُرادِهِ
فيحتــارُ عقلُ المرءِ مـنْ كُلِّ جانِبِ
حكايةُ شيخٍ ســـارَ فـي جَنبِ دَجلةٍ
وقــدْ قَصَّها شَـهمٌ صَدوقُ التَّجارِبِ
تَعَوَّدَ شـَـــيخٌ جانِبَ المـاءِ سَيرَهُ
رياضةَ جِـسمٍ فـــي تَسابيحِ تائِبِ
يَرى فوقَ سَطحِ الـماءِ تُحمَلُ عَقرَبٌ
على ضِفدَعٍ عــوماً شَبيهَ القَوارِبِ
وتنزِلُ عنها جــــانِبَ البَرِّ عاجِلاً
وتُسرِعُ نحوَ السَّهلِ فـي سَعيِ صائِبِ
ويلحَقُها كَـــيْ يَعرِفَ الأمرَ مُعجَباً
وينظُرُ فـــي عينِ اهتمامِ المُراقِبِ
وتقصِدُ كُــوخاً في الحُقولِ لحارِسٍ
وقدْ نَـــامَ فَوقَ القِشِّ دونَ مَراتِبِ
وتدخلُ تلكَ العَقرُبـــــاءُ بِسرعَةٍ
خِلالَ لَفيفِ القِشِّ يـــــاللعَجَائِبِ
وَقَدْ أحدَثَتْ فـي القِشِّ صَوتاً وَرَعدَةً
وذلكَ فـــي نَومٍ عميقٍ كــغائِبِ
وغادرتِ الــــكوخَ الضَّئيلَ بِهِمّةٍ
إلى ظَهرِ سَـــبَّاحٍ صَغيرٍ مُصاحِبِ
وراحَـــا عُبابَ الماءِ والشَّيخُ عائِدٌ
إلى الـكوخِ في شَوقٍ لِعُرفِ المآرِبِ
ولازالَ هـــــذا نـائِماً وَجَبينُهُ
تَعرَّقَ مـــنْ نَـومٍ ثَقيلِ التَّثـاؤُبِ
فأيقَظَهُ فــي هـادِئِ القَولِ مُـربِتاً
بِعَطفَيهِ شِــبهَ الأمِّ بيـنَ الزَّغـائِبِ
فقامَ احترامـاً للنَّزيلِ تَكَرُّمــــاً
ويَنظُرُ هــــذا تَحتَـهُ للعَـواقِبِ
لرقطاءَ قــدْ ماتَتْ تَثاقَلَ جِسـمُها
يُقَلَّبُ بعــدَ المَوتُ دونَ مَضـارِبِ
تَحُفُّ بـــها الأعوادُ وهيَ مَثيلُها
وقـــدْ نـالها سُمُّ العَدُوِّ المُغَـالِبِ
إلهٌ يَرى مـــــالا نَراهُ وَحِكمَةٌ
وأقـــدارُ تأتي منْ سُمومِ عَقارِبِ
قـــديرٌ على كلِّ الأمورِ فَصَعبُها
كهيِّنِــــها والأمرُ دونَ مُحاسِبِ