على قدر صبر المرءِ تــــأتي مصائِبُـه
وهل تثقلُ العضبَ الصقيلَ حمائـِلُه
ويضعُفُ عيرُ الحيِ والظهرُ فـــــارغٌ
ويشـــتدُ تحتَ الظلِ أورقُ حامـــلُه
ويخشى ضعيفُ النفسِ أحــــلامَ نومـهِ
وقد هانَ في عينِ الهمامِ مصاوِلُـــه
وإنَ رفيـــعَ القــــومِ إن خــــاضَ لُجَـةً
عـــداها ولــــمْ تبتَلَ منــها أذايــــِلُه
ويَنهَلُ منـــها وهوَ مــــاشٍ وضيفُهُـــم
وقـــدْ عبَّ منها جوفُـــــهُ وغلائـلُه
وذو العــزمِ لا يضنيهِ حـــــالِكُ محنــةٍ
وخــــائِرُ حـــارَتْ يمنُهُ وشمـــائِلُه
وإنَّ هـــِزًبرَ الغـــــــابِ حــامٍ عرينــُهُ
وثعـــلَبُ فــــي جحرٍ تسيلُ سوائلُه
فــــلا تبتَئِس عـــندَ الصِعابِ و جُلُِـــها
تجــــدْ صعبها ســـهلاً تُبَتُّ حبائِلُه
و إني و قـــد روضتُ كــــلَّ عظيمــةٍ
وأصغرُ فــي عيني بِنـــذلٍ أنـازِلُه
فــــأشعُرُ أنــي قَـــــــد أًهِنتُ بجعــــلِهِ
مثيلاً كبيراً فــــــي عِتـــابٍ أقاوِلُه
فتـــــركُ ذُبـــابــــاتٍ تروحُ وتغتـــَدي
حِفَاظاً لِــكَفٍ قَـــــدْ تهـــــانُ أنامِلُه
إذا عابَ جِعلُ الأرضِ في القفزِ ظبيها
وسامَ كرامَ النــــاسِ مَنْ هُمْ أراذله
ونـــامَ رِجالُ البيـــدِ عن صونِ بيدِهِمْ
وأُطريَ فيها لابن عُرسٍ سِــــبائلهُ
وذُلَّ كـــرامُ النــــــــاسِ رغمَ أُنــوفِهِم
وفاخرَ خِسُّ بالذي هوَ فــــــــاعِــله
وأصبحَ رامي القوسِ أعمى وعــــائِباً
على ابنِ أبي وقاصَ ما هوَ نــــابِلُه
وشَــهَّرَ بـــــالفُرســــانِ نــــذلُ وعابَهُمْ
وسَبَّ حميرُ الحيِّ مَنْ هُـمْ أصائِلُه
وقـــــامَ خطيبُ أبـــــــــكَمٌ بــــــِأصابِعٍ
يُعَيّـــــِرُ قِســــاً بالــــذي هُوَ قائِلُـهْ
وأصبَحَ بيتُ العنــــكبوتِ مُحَصنَــــــــاً
وبُرجُ القـــــلاعِ الشُمِّ سَهلٌ تَناوُلُـه
وزاحَــــــمَ طيرُ الحِنِّ نَســـراً بِعُشــــــِهِ
وحـــــاوَلَ صيْدَ الحُرِّ فيما يُحاوِلُه
تذَكّــــــَرتُ قــــولاً للمِعــــَرِّيِّ غاضــباً
يبـــــارِكُ للموتِ الزُؤامِ غَوائـــِلُه
فــــــــأحسُدُ حظَّ الراقـــــدينَ برمسِــهِمْ
أراحَــــــهُمُ الرحمنُ مِمّــــَا نُقابِلُه
فــــــإبليسَ مُرتــــــاحٌ وَســــَلَّمَ شَـــــرَّهُ
أبــــالِسَ شتى زاوَلَتْ مـــا يُزاوِلُه
وَ آدَمُ لَـــــــو يدري خَســــاسَــــةَ نَســلِه
تقَيَّـــــــأَ مــِنَ التُفاحِ مـــا هُوَ آكِلُه
ولـــكِّنَّ نــــاراً قــــدْ أُعِــــدَتْ لِحـــكمَةٍ
ومــالِكُ فــي أمرٍ على البابِ قافِلُه
تقــــولُ مَزيداً مِنْ نُفــوسٍ عصِيَّــــــــةٍ
غِـــذاها مِنَ الزَقـّومِ صعبٌ تناوُلُه
ومـــــاءٌ حميمٌ مـــــن صديـــــدٍ بديــــلُهُ
تمنى زعـــافَ السُـمِّ من هو ناهِلُه
وليـــسَ لِهـــــذا الدهــــرِ ذنبٌ وإنمـــــا
خلائِقُ كــالشَيطان ساءتْ مشاكِلُه
فــــأخرَقَ نــــــاموسٍ وعــرفٌ مُضَيَّعُ
وذو العقلِ يشقى والتناقُضُ عاقِـلُه
فــــــــلولا عــذابُ النـــارِ قــــاتلَ نفسَهُ
عددت كــــريماً منى أيــاديهِ قاتِلُه
وســـادَ وضيعُ تحتَ أفيـــــــــــاءِ ثروَةٍ
يُعِــــــدُّ خمـــــوراً والقيـانُ تناولُه
ومِنْ حَـــولِهِ أَهــــــلُ التَّمَلُّقِ حُلَّقـــــــــاً
وتطرى لــــَهُ بينَ الأنــــامِ رذائِلُهْ
فمــــا مِنْ كريمً يرتَجى بُعْــــــدَ حتفــــِهِ
إذا الخيرُ ولَّى واعتلى الشَرُّ باطِلُهْ