يا خير من دفنت في الترب أعظمـه
فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم
نفسي الفـداء لروض أنـت ساكنـه
فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم
أنت الحبيب الذي ترجـى شفاعتـه
عند الصراط إذا مـا زلـت القـدم
لولاك ما خلقـت شمـس ولا قمـر
ولا سمـاء ولا لــوح ولا قـلـم
فكن شفيعا متى ما ثرت من جدثـي
فإنني ضيفكـم والضيـف محتـرم
صلى عليك إله العرش مـا طلعـت
شمس وحن إليـك الضـال والسلـم
وصاحبـاك فـلا ننساهمـا أبــدا
منا السلام عليهم مـا جـرى القلـم
يا سيدي يا رسـول الله خـذ بيـدي
فقد تحملـت عبئـا فيـه لـم أقـم
أستغفر الله مما قـد جنيـت علـى
نفسي ويا خجلي منـه ويـا ندمـي
إن لم تكن لي شفيعا في المعاد فمـن
يجير لـي مـن عـذاب الله والنقـم
مـولاي دعـوة محتـاج لنصرتكـم
يشكـو إليكـم أذى الأيــام والأزم
إنـي أعـوذ بكـم دنيـا وآخــرة
مما يسوء وما يفضـي إلـى التهـم
تبلي عظامي وفيهـا مـن مودتكـم
هوى مقيم وشـوق غيـر منصـرم
مـا مـر ذكركـم إلا وألزمـنـي
نثر الدموع ونظم المـدح فـي كلـم
عليكـم صلـوات الله مـا سكـرت
أرواح أهل التقى في راح ذكرهم
ولد الهدى
مدح في الرسول صلى الله عليه وسلم
شعر: أحمد شوقي
ولـــد الـهــدى فالكـائـنـات ضـيــاءوفـــمُ الــزمــان تـبـســمٌ وســنــاء
الــروح والـمـلأ الـمـلائـكُ حـولَــه لـلـديــن والـدنـيــا بــــه بُــشَـــرَاء
والعرشُ يزهو والحظيـرة تزدهـي والمنتـهـى والـســدرة العـصـمـاء
والوحيُ يقطر سلسلا مـن سلسـل والـلــوحُ والـقـلــمُ الـبـديــعُ رُوَاء
يـا خيـرَ مـن جـاء الـوجـودَ تحـيـةمن مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
بــك بَـشّــر الله الـسـمـاء فَـزُيـنـت وتوضَّـعـت مسـكـا بـــك الـغـبـراء
يـوم يتيـه علـى الـزمـان صبـاحـه ومـــســـاؤه بـمـحــمــد وضـــــــاء
يوحـي إلـيـك الـنـوز فــي ظلمـائـه متتـابـعـا تـجـلــى بــــه الـظـلـمـاء
والآي تـتــرى والـخــوارق جـمــةجــبــريــل رواح بـــهـــا غـــــــداء
ديــــن يـشـيــد آيــــة فـــــي آيـــــةلـبـنـائـه الــســورات والأضــــواء
الحق فيـه هـو الأسـاس وكيـف لاوالله جــــــل جـــلالــــه الــبــنـــاء
بـك يـا ابـن عبـدالله قامـت سمحـةبالحـق مــن مـلـل الـهـدى غــراء
بنيـت علـى التوحيـد وهـو حقيـقـةنـــادى بـهــا سـقــراط والـقـدمــاء
ومشى على وجه الزمان بنورهـا كـهــان وادي الـنـيــل والـعـرفــاء
الله فـــوق الـخـلـق فـيـهـا وحــــده والـنــاس تـحــت لـوائـهـا أكــفــاء
والـديــن يـســر والـخـلافـة بـيـعـةوالأمـر شـورى والحقـوق قضـاء
الاشـتـراكـيـون أنـــــت أمـامــهــم لــولا دعــاوي الـقــوم والـغـلـواء
داويــــت مـتــئــدا وداووا طــفـــرةوأخـف مـن بعـض الـدواء الــداء
الـحـرب فــي حــق لـديـك شريـعـةومـــن الـسـمـوم النـاقـعـات دواء
والـبــر عـنــدك ذمـــة وفـريـضــةلا مـــنـــة مـمـنــوحــة وجـــبــــاء
جــاءت فـوحـدت الـزكــاة سبـيـلـه حـتـى إلتـقـى الكـرمـاء والبـخـلاء
انصفت أهل الفقر من أهـل الغنـىفالـكـل فــي حــق الحـيـاة ســـواء
يا من له الأخلاق ما تهـوى العـلا مـنـهـا ومـــا يـتـعـشـق الـكـبــراء
زانتـك فـي الخلـق العظيـم شمائـل يـغــرى بـهــن ويـولــع الـكـرمـاء
فإذا سخـوت بلغـت بالجـود المـدىوفـعـلـت مـــا لا تـفـعــل الأنــــواء
وإذا عــفــوت فــقــادرا ومــقـــدرالا يسـتـهـيـن بـعـفــوك الـجـهــلاء
وإذا رحـــمـــت فـــأنـــت أم أو أب هـذان فـي الدنـيـا هـمـا الرحـمـاء
وإذا خـطــبــت فلـلـمـنـابـر هـــــزة تـعــرو الـنــدى وللـقـلـوب بــكــاء
وإذا أخـــذت الـعـهـد أو أعـطـيـتـه فجـمـيـع عـهــدك ذمــــة ووفــــاء
يـامـن لــه عــز الشفـاعـة وحــده وهـــو الـمـنــزه مــالــه شـفـعــاء
لي في مديحك يـا رسـول عرائـس تـيـمـن فــيــك وشـاقـهــن جــــلاء
هـن الحسـان فــإن قبـلـت تكـرمـا فـمـهـورهـن شـفـاعــة حـســنــاء
مـا جئـت بابـك مـادحـا بــل داعـيـاومــن الـمـديـح تـضــرع ودعـــاء
أدعوك عن قومي الضعاف لأزمة فــي مثلـهـا يلـقـى عـلـيـك رجـــاء
صلى الله عليه وسلم
عذرا رسول الله إن قصرت في وصف فإن جمالكم لن يوصفا
جاءت قديما ذرة من نوركم قد جمّل الرحمـن منهـا يوسفـا
والله لو جدّ العباقر كلهم في وصف أفضال لكم لـن يعرفـا
والله لو ماء البحار بجمعها كان المداد لوصف أحمد ما كفـى
والله لو قلم الزمان من البدا ية للنهاية ظل يكتب مـا اكتفـى
والله لو قبر النبي تفجـرت أنـواره للبـدر ولّـي واختفـي
تكفيه لقيا في السموات العلا وبحضرة الرب الجليل تشرفـا
يا ابنَ الذبيحين كمْ في ذاك من شَرَفٍ
علـى الدهــورِ برغــمِ الفقـــرِ واليُتُـــــمِ
يا ابنَ الذبيحيـــن ، هذي مكـهُُ لبســتْ
ثوبَ العروسِ وشـعَّ النورُ فـي الحــــرمِ
اليـومَ مولــــدُ طـه فـاستفقْ طـربــــــــاً
واصدحْ حمامَ الحمى عزاً على شَمَـمِ
بشـــــراكِ آمنــــةٌ ، بشــــــــراكِ آمنــةٌ
هـذا الوليــدُ ، حبيـبُ الله فاستلـمـــي
في يومِ مولدهِ ، كسرى اعتراهُ أسـىً
تكحَّـلَ الملــــكُ والإيـــــوانُ بـالنِّقـــــمِ
ونــــــــارُ فـارسَ إجـــــــلالاً لحضـرتــــهِ
باتـــــتْ ضـراوتُـــــهـا خــوفاً .. بلاضَـرَمِ
هـذا محمــــــدُ يا كـلَّ العبيــــدِ أتـــــى
مـن ينقـذُ النـــاسَ من ظُلْمٍ ومن ظُلَمِ
* * *
هـذا الرضيـــعُ ، فيـا سعديةُ إنتظــــري
فيـــضُ النبــوةِ مثـلُ الغيثِ في الديــمِ
طوبــــى حليمـةُ ولتهنــأْ مضـاربُهـــــــا
لأجـلِ أحمــــدَ طـــابَ الضــرعُ بالغنـمِ
قد يمُنـــعُ الكـونُ من شخصٍ لسـوأتـهِ
ويمطــــرُ الكـونُ إكـرامــاً لمحتشــــــمِ
* * *
جبريـــلُ هذا فـؤادُ المصطفـى عَبِــــقٌ
فارسـمْ بـه خــــطَّ وحـيِِ الله يرتســمِ
وهِّــيءِ القلــبَ للأنــــــوارِ سـاطعــــةً
قــــولٌ ثقيــــــلٌ سّيُلقـى باهـرُ الكلــمِ