للهِ فــــــي خلقهِ الآثارُ والحِكمُ
قد حيَّرَ العقلَ هــذا الخَلقُ والنُّظُـمُ
يرى ويســـــمعُ والأكوانُ نائمةٌ
وهو المقدِّرُ ما تحيــــا بهِ النعـمُ
فــي ظلمةِ الليلِ والأسماعُ موصدةٌ
والعينُ أغمضتِ الأجفـــانَ تحتلمُ
ياحيُّ تدري بجوفِ الصَّخرِ ماعجزتْ
عنهُ البرايا ومـا غاضتْ بهِ الرَّحـمُ
قد ضاقَ ذو علَّــةٍ من طولِ جلستهِ
بينَ الغـــلالِ وقد أودى بهِ السقمُ
رأى عجيبــاً وأخفى ما يرى خَجَلاً
هـلْ خانتِ العينُ أو ألوى بهِ العَـدَمُ
فهو امرؤٌ قد رأى مــا لا يُرى أبداً
يُسَاءُ ظنـــــاً بهِ والجمعُ مُلتـئمُ
يسعى إلى الخيرِ من في الخيرِ عادتهُ
أما الدبابيرُ فــهي الشــرُّ والنَّهـمُ
فقد رأى واحداً منهـــا وقد حملتْ
أيديـهِ قمحــاً كمنْ أودى بهِ البشمُ
ياقومُ هلاَّ نظرتمْ ما نظرتُ وهــلْ
أخطأتُ قصداً وعيني مضَّهَـا الألـمُ
قالوا رأينا عجيباً مــا وصفتَ وما
أتــى بتأويلــــهِ عيُّ ولا فَهِـمُ
إنَّ الدبابيرَ لا تجني وليـــسَ لها
زادٌ مــن القمحِ يُروى مبطنٌ وفـمُ
ولاحقـوهُ فــآوى حـائطاً خَرِبَـاً
هنــاكَ جحرٌ لعصفورٍ وقد علمـوا
فالطيرُ أعمــى وفي المنقارِ حبَّتُهُ
والناسُ عن كلِّ هذا ما درُوا وعَمُـوا
يامن جعلتَ لأعمى الطيرِ خادمَـهُ
علـــى مشيئتكَ المخدومُ والخـدمُ
هناكَ يؤمنُ منْ في عقلهِ خَبَـــل ٌ
والنـاسُ عادوا ودمعُ العينِ مُنسـجمُ
يارحمةَ اللِه لـفَّتْ كلَّ ذي كـــبدٍ
عرَّفتنا يا كريمـــاً ما هوَ الكــرمُ
وكَّـلتَ بعضاً ببعضٍ فـي أمورِهُمُ
جاءتْ علــــى قدرٍ واللهُ مُحتـكمُ
إني تركتُ أموري في حمـاكَ ومنْ
يعرفْ يســـلِّمْ وأنتَ العادلُ الحـكمُ
وضعتُ أحمالَ نفسي عندَ خالقِهَـا
صبراً ومــا عُدتُ بعـدَ اليومِ أحتدمُ
في ذمَّةِ اللهِ أرجو خيرَ عاقبــــةٍ
طابَ الأمـان ُ وطـابَ العهدُ و الذِّمَمُ
الشاعر : خالد بشير زكرى