حيوانات ما قبل التاريخ
حيوان ماقبل التاريخ. حيوان ماقبل التاريخ أيّ حيوان عاش قبل 5,500 سنة أو أكثر، أي قبل قيام الناس باختراع الكتابة وبدء تسجيل التاريخ. وشابهت بعض حيوانات ما قبل التاريخ حيوانات تعيش اليوم، ولكن بعضها الآخر لا يشبه أيًّا من الحيوانات التي تعيش اليوم. وشملت حيوانات ما قبل التاريخ ديناصورات ضخمة وصل طولها إلى 24م، وزواحف طائرة بلغ مدى جناحيها 12م، وحيوانات غريبة أخرى مثل الطيور المسننة التي لها مخالب على أجنحتها وأسماكًا مغطاة بدرع عظمي وأسلاف الفيلة عديمة الجذع والتي بحجم الخنزير. ولكن لم تعش جميع حيوانات ماقبل التاريخ في الوقت نفسه.
ودراسة حيوان ما قبل التاريخ في هذه المقالة تقوم على بعض النظريات العلمية الحديثة التي ما يزال بعضها محل جدل. وتمثل هذه المقالة عرضًا لآراء هذا البعض في دراسة حيوان ما قبل التاريخ.
قصة حيوانات ما قبل التاريخ ترويها الأحافير. والأحافير هي أصداف وعظام وآثار الحيوانات وخطوط شكل الأوراق، وأي آثار أخرى محفوظة من حياة ما قبل التاريخ. وتساعد الأحافيرالعلماء في الاستدلال على مظهر حيوانات ما قبل التاريخ، كما تعطي معلومات عن الزمن والمكان والكيفية التي كانت تعيش بها هذه الحيوانات.
ويبلغ عمر أقدم أحافير حيوانية معروفة نحو سبعمائة مليون سنة. ومع هذا، فإن معظم الباحثين الذين يدرسون حيوانات ماقبل التاريخ يعتقدون بأن أبسط الحيوانات القديمة قد عاشت قبل ذلك بملايين السنين. ويظن هؤلاء أن هذه المخلوقات البسيطة قد تطورت تدريجيًا إلى حيوانات أكثر تعقيدًا عبر ملايين السنين.
عالم حيوانات ماقبل التاريخ
تطور الحياة الحيوانية تعود أقدم الأحافير الحيوانية إلى حوالي 700 مليون سنة. ومع مرور العصور أصبحت الحيوانات أكثر تعقيدًا وظهرت أنواع جديدة. وفي بعض الأزمان في تاريخ الأرض أصبحت بعض المجموعات الحيوانية مثل الزواحف والثدييات كبيرة الحجم وزاد تنوعها وأصبحت هي السائدة.
عاشت حيوانات ماقبل التاريخ أساسًا أثناء ثلاث مراحل رئيسة في تاريخ الأرض تُعرف بالأحقاب (الدهور) وامتدت حُقب الحياة القديمة ما بين 570 و240 مليون سنة خلت، والحياة المتوسطة أو (الدهر الوسيط) ما بين حوالي 240 مليون إلى 63 مليون سنة خلت. أما حُقب الحياة الحديثة فقد بدأت قبل حوالي 63 مليون سنة مضت. وأثناء كل من هذه الأحقاب حدثت تغيُّرات كبيرة في أنواع الحيوانات والنباتات التي عاشت على الأرض.
تقسم الأحقاب الثلاثة إلى عصور زمنية أقصر. وقد تكوّنت طبقات صخرية مختلفة في قشرة الأرض أثناء كلّ فترة. وتُزوّد هذه الصخور العلماء بمعلومات عن التغيّرات في معالم سطح الأرض ومناخها. ومن الصخور والأحافير الموجودة فيها، تمكن الباحثون من تحديد الحيوانات التي كانت تعيش في كل عصر.
وعندما بدأت حياة الحيوان على الأرض كانت تختلف عما هي عليه الآن، وذلك في رأي بعض الباحثين. فلم تكن قد نمت النباتات على اليابسة الصخرية العارية، ومعظم الجبال والوديان لم تكن قد تشكلت بعد، وغطّت البحار الضحلة معظم الأرض. وفي هذه البحار، ظهرت الحياة النباتية والحيوانية.
وتغيرت الظروف على الأرض أثناء الزمن الذي عاشت فيه حيوانات ماقبل التاريخ. وزحفت ببطء كتل اليابسة بعضها مع بعض وشكّلت قارة واحدة ضخمة، وبعدها انفصلت مرة أخرى. وارتفعت الجبال تدريجيًا وتحاتَّت بعدها. وفي أوقات مختلفة ارتفعت البحار وغمرت مناطق واسعةً من اليابسة ثمَّ تراجعت . وتغيَّر المناخ بالتناوب بين دافئ وبارد، وممطر وجافّ.وتطورت نباتات جديدة لمواجهة الظروف المتغيرة. واستجابت الحيوانات للتغيرات في الحياة النباتية وفي معالم الأرض بتغيرها ببطء أيضًا، وظهرت مجموعات حيوانية جديدة أكثر تناسبًا مع الظروف الجديدة. وأصبحت المجموعات القديمة منقرضة، حيث لم تتمكن من البقاء حية بسبب التغيرات في بيئاتها. كل هذه آراء وافتراضات يراها بعض الباحثين فيما حدث في الأرض من تطورات.
أنماط الحياة الحيوانية المبكرة
يرى بعض الباحثين أنه من المحتمل أن البكتيريا وبعض الكائنات البدائية كانت أول الكائنات الحية التي وُجِدَت قبل أكثر من 3,5 بليون سنة. وأقدم الأحافير المعروفة هي البكتيريا التي تعود لحوالي 3,5 بليون سنة.
اعتمدت حيوانات ماقبل التاريخ على النباتات الخضراء كما هي الحال في حيوانات اليوم. فالنباتات الخضراء هي الوحيدة التي تستطيع استعمال الطاقة الشمسية لإنتاج الغذاء انظر: التركيب الضوئي. وعلى الحيوانات أن تأكل النباتات أو حيوانات أخرى آكلة للنبات. وتطورت الحياة فقط بعدما أصبحت النباتات متوفّرة للغذاء.
الحيوانات الأولى. كانت الحيوانات الأولى ـ كما يقول الدارسون ـ وحيدة الخلية، وعاشت في البحر، وكانت هذه الحيوانات المجهرية تسبح باستعمال ذيل يشبه السوط. وفي هذه الأثناء، تطورت تدريجيًّا حيوانات مكونة من العديد من الخلايا المتشابهة. وأصبحت الخلايا المنفصلة فيما بعد تقوم بوظائف مختلفة، وأصبحت هذه الخلايا منظمة في تركيبات للغذاء والتكاثر والتّجول والإحساس بالتغيرات في البيئة.
ومع ازدياد تعقيد تركيب حيوانات ما قبل التاريخ، ازداد حجمها، واحتاجت الحيوانات الضخمة لهياكل لها، حيث يعطي الهيكل الحيوان شكلاً ثابتًا، ويدعّم عضلاته. وكانت الهياكل الأولى أصدافًا وإطارات شديدة خارجية متينة أو هياكل خارجية.
وقد ظهرت معظم الأنواع الرئيسية من اللافقاريات (حيوانات بدون عظام ظهرية) مع نهاية العصر الكمبري تقريبًا (حوالي 500 مليون سنة مضت)، وكانت جميع الحيوانات لاتزال تعيش في البحر. وكان بعضها مثل الديدان والسمك الهلامي، ذا أجسام طرية، وبعضها الآخر له هياكل خارجية صلبة. وهذه شملت نجوم البحر وبعض الرَّخويَّات كالقواقع. وأكثر اللافقاريات المبكرة تطورًا كانت المحاريات المسطحة والمسماة ثلاثيات الفصوص، التي زحفت على طول قاع البحر. ويمكن رد ثلاثيات الفصوص هذه إلى بعض الحيوانات التي ظهرت فيما بعد، مثل: الحشرات والسرطان والرّوبيان والعناكب.
الحيوانات ذات العظام الظهرية. تُسمى الحيوانات ذات العظام الظُهرية الفقاريات. وكانت هذه آخر المجموعة الرئيسية فيما قبل التاريخ في تطورها التدريجي. وللفقاريات العديد من المزايا على اللافقاريات لأن لها هياكل عظمية بداخل أجسامها. فمثل هذا الهيكل أقل وزناً من الهيكل الخارجي، ويمكِّن الحيوان من الحركة بحرية أكثر.
ظهر القليل من الفقاريات البسيطة مع نهاية العصر الكمبري، وكانت أسماكًا بدون فكوك أو أسنان. وتغذّت الأسماك التي ليس لها فكوك بامتصاص قطع صغيرة من حيوانات ميتة في قاع البحر. وقد برزت لها فكوك ونبتت لها أسنان قبل نحو 420 مليون سنة. والأسماك المزودة بالفكوك كان يمكنها اصطياد حيوانات أكبر والتغذي بها، كما تمكنت من التجول بحرية أكثر من عديمة الفكوك. وهكذا ظهر العديد من أنواع الأسماك خلال العصر الدّيفوني حيث يُطلق عليه غالبًا عصر الأسماك. وبدأت هذه الفترة قبل حوالي 410 ملايين سنة. ولجميع أسماك العصر الديفوني دروع ثقيلة من الصفائح العظميّة والحراشف. وفي النهاية انقرضت معظم الأسماك الديفونية؛ ولكن بقيت سلالات منحدرة من القروش الأوائل والأسماك الشعاعية الزعنفية. وهناك مجموعة واحدة من الأسماك الديفونية ذات زعانف لحمية دائرية. ويُعتقد أن هذه الأسماك المفصَّصة الزعنفية كانت أسلاف الفقاريات الأولى التي عاشت على اليابسة.
الانتقال إلى اليابسة. يُعَد الانتقال إلى اليابسة تقدمًا كبيرًا في تطور حيوانات ماقبل التاريخ، حيث ظهرت النباتات على الأرض قبل نحو430 مليون سنة؛ وهكذا وفرت الغذاء للحيوانات التي أتت فيما بعد. وشملت حيوانات اليابسة الأولى الحشرات والعناكب. أما بالنسبة للفقاريات، فإن الحياة على اليابسة احتاجت لمزيد من التكيف، وكان عليها أن تتنفس بالرئتين بدلا من الخياشيم. وعليها أن تدعم جسمها عكس شد الجاذبية. والحياة على اليابسة لها مزاياها: فتركيز الأكسجين في الهواء أكثر منه في الماء، بالإضافة إلى خلوّ اليابسة من أعداء تفترس حيواناتها الأولى.
وكانت السمكة الزعنفية المفصصة مهيأة لتجريب الحياة على اليابسة، حيث كانت تعيش في برك ضحلة وطورت جيوبًا تشبه الرئة في حلوقها لتنفس الهواء. كما مكنتها زعانفها من الزحف على قيعان البرك، أو فوق اليابسة لمسافات قصيرة. ويعتقد بعض العلماء أن زعانف هذه الحيوانات قد تطورت لتكون أرجل حيوانات اليابسة.
وكانت البرمائيات أولى الفقاريات التي عاشت على اليابسة، وهي أسلاف ضفادع اليوم، والعلاجيم والسمندرات، حيث ظهرت قرابة نهاية العصر الديفوني. وكانت للبرمائيات الأولى رؤوس وذيول تشبه تلك التي للأسماك؛ ولكن كان لها أيضًا أرجل قصيرة بدلاً من الزعانف، وجلد سميك ليقي جسمها من الجفاف. وكان يمكنها البقاء خارج الماء لفترات طويلة. وكانت تعود إلى الماء لتضع بيضها كما تفعل برمائيات اليوم تمامًا.
وقد ازداد تنوع حيوانات ما قبل التاريخ وحجمها أثناء المائة مليون سنة الأخيرة من حُقب الحياة القديمة، فنمت بعض البرمائيات لتصل إلى 4,6م. وشملت الأنواع العديدة من الحشرات اليعسوب ذا الجناحين اللذين بلغ طولهما 70 سم والصرصور الذي بلغ طوله 10 سم. إلا أن التقدم الرئيسي كان بظهور الزواحف.
عصر الزواحف
حيوانات حُقب الحياة القديمة.
كانت الزواحف الأولى مخلوقات تشبه السحالي، وتطورت قبل حوالي 330 مليون سنة قُرب نهاية العصر المسيسيبي. وتطورت الزواحف تدريجيًًا من البرمائيات وأشباهها. ولكن كان للزواحف ميزة مهمة، وهي قدرتها على وضع بيضها على اليابسة. كما كان لبيضها غلاف صلب حفظها من الجفاف، وكذلك كانت للبيض أغشية مكّنت صغارها من النمو داخل هذا البيض. وهكذا قللت الزواحف من اعتمادها على الماء بالمقارنة مع البرمائيات وأصبح بإمكانها العيش بنشاط أكثر على اليابسة.
واتجه مناخ الأرض نحو الدفء والجفاف خلال العهد البرمي قبل حوالي 290 مليون سنة، حيث جفّ العديد من البحار الداخلية، وانتشرت الصحاري على مناطق شاسعة. وتكيَّفت الزواحف للعوامل الجديدة، وتطور العديد من الأنواع الجديدة. ولكن البرمائيات الكبيرة انقرضت ببطء، وأصبحت الزواحف هي الحيوانات السائدة مع حلول حُقب الحياة المتوسطة قبل حوالي 240 مليون سنة. وسيطرت على اليابسة والبحر والجو حوالي 177 مليون سنة من هذا الحقب وهي الفترة المعروفة عمومًا باسم عصر الزواحف.
الحياة الحيوانية العصور بدأ استمر
ثلاثيات الفصوص كانت منتشرة في البحر. وظهرت الأسماك التي لا فك لها. وكانت الأرض خالية من كل شيء العصر الكمبري 570 مليون سنة 70 مليون سنة
الرخويات والمرجانيات كانت كثيرة في البحار وأصبحت الطحالب منتشرة في كل مكان العصر الأردوفيسي منذ 500 مليون سنة 65 مليون سنة
الأسماك أصبح لها فك. وظهرت النباتات على الأرض العصر السيلوري منذ 435 مليون سنة 25 مليون سنة
كثرت الأسماك وظهرت الحشرات والأحياء البرمائية. العصر الديفوني منذ 410 مليون سنة 50 مليون سنة
القشريات والأسماك والبرمائيات كانت كثيرة. وظهرت الزواحف ونمت الغابات الضخمة المليئة بالمستنقات وكانت هناك حشرات ضخمة عملاقة تعيش في الغابات. العصر المسيسيبي منذ360 مليون سنة 30 مليون سنة
القشريات والأسماك والبرمائيات كانت كثيرة. وظهرت الزواحف ونمت الغابات الضخمة المليئة بالمستنقات وكانت هناك حشرات ضخمة عملاقة تعيش في الغابات العصر البنسلفاني منذ 330 مليون سنة 40 مليون سنة
ظهرت نباتات البذور وانقرضت ثلاثيات الفصوص بنهاية الفترة العصر البرمي منذ 290 مليون سنة 50 مليون سنة
الديناصورات. كانت الديناصورات من زواحف حُقب الحياة المتوسطة المتميزة، فكان هناك العديد من أنواع الديناصورات المختلفة كثيرًا في حجمها. وكانت بعض الديناصورات أكبر الحيوانات التي عاشت على اليابسة إطلاقًا. وكان الصغير منها بحجم الدجاجة. وظن العلماء يومًا أن الديناصورات كانت حيوانات بطيئة وصعبة الحركة، ولكنهم يعتقدون الآن أن بعضها على الأقل كان بإمكانه الجري بسرعة معقولة.
أكبر الديناصورات المعروفة هو البراكيوسورس الذي بلغ طوله 25م. وكانت تأكل النباتات فقط. وكانت أسوأ أعداء الديناصورات آكلة النباتات هي الديناصورات آكلة اللحوم مثل تيرانوسورس رِكْس. وكانت الديناصورات قد انقرضت منذ 63 مليون سنة. ولا يعرف الباحثون سبب ذلك، إلا أن بعضهم يعتقد أن نجمًا قد ارتطم بالأرض، ونتج عن ذلك أن حجب غبار هذا النجم نور الشمس عن الأرض، مما أدى إلى موت النباتات التي تتغذى بها الديناصورات. ولمزيد من المعلومات عن الديناصورات، انظر: الديناصور.
حيوانات حُقب الحياة المتوسطة.
زواحف أخرى. في الوقت الذي سيطرت فيه الديناصورات على اليابسة، فإن الزواحف العملاقة قد سيطرت على البحر والجو. ومثلها مثل الديناصورات فقد انقرضت مع نهاية حُقب الحياة المتوسطة. ولكن بعض الزواحف الصغيرة مثل التماسيح والسحالي والحيات والسلاحف استمرت حتى أزماننا الحاضرة.
عاش العديد من الزواحف البحرية في بحار حُقب الحياة المتوسطة. فالأكثيوسورس يشبه الدلفين، وتشبه البلصورات (البليسيوسورس) الحيتان الضخمة. أما الموساسورس فقد كانت سحالي ضخمة نمت لتصل إلى 9م طولاً.
وكانت الزواحف الطائرة المسماة الزواحف المجنحة (بتيروسورس) هي الأولى من الحيوانات الفقارية في التغلب على الهواء. وكان بعضها ليس بأكبر من العصفور الدوري. وكان بعضها الآخر مخلوقات عملاقة مجنحة يصل ارتفاعها إلى ثمانية أمتار. ولم يكن هناك ريش على البتيروسورس لكن ربّما كان لها بعض الشَّعَر على الأغشية الجلدية التي شكلت أجنحتها.
الحياة الحيوانية العصور بدأت استمرت
أول سلاحف وتماسيح وديناصورات، وزواحف بحرية وزواحف طائرة والثدييات، ظهرت وأخذت القارة العظمى تنقسم إلى قارات منفصلة بعضها عن بعض الترياسي (الثلاثي) منذ 240 مليون سنة 35 مليون سنة
ظهرت الطيور، وبلغت الديناصورات أكبر حجم لها، وكثرت الحشرات. وكثرت أيضًا الرخويات في البحار وكانت هناك بعض الثدييات الصغيرة تعيش على الأرض الجوراسي منذ 205 مليون سنة 67 مليون سنة
الديناصورات ذات القرون والدروع أصبحت شائعة، وظهرت النباتات المزهرة. وفي نهاية هذه الفترة انقرضت الديناصورات والزواحف الطائرة والزواحف البحرية الضخمة الطباشيري منذ 138 مليون سنة 75 مليون سنة
اللافقاريات. استمرت اللافقاريات في التكاثر والتطوّر التدريجي أثناء أزمنة حُقب الحياة المتوسطة، وازدهر العديد من أنواع الرّخويات في البحار؛ وشملت هذه الرخويات: الأمونايت حلزونية الصدفة، وأسلاف الحلزونيات والمحاريّات الملزمية والحبار. وازدهرت كذلك بعض القشريات، مثل الكركند، والسرطان والروبيان في بحار حقب الحياة المتوسطة. وظهرت معظم حشرات العصر الحاضر مع نهاية هذه الحقبة.
الأسماك. كانت الأسماك وفيرة في عصر الزواحف. وظهرت الأسماك العظمية الحديثة خلال العصر الترياسي (الثلاثي) الذي بدأ قبل حوالي 240 مليون سنة. ولهذه الأسماك هياكل عظمية. وللأسماك الأولى هياكل من غضاريف أو غضاريف وعظم .
البرمائيات. انقرضت البرمائيات الضخمة مع نهاية العصر الترياسي (الثلاثي) قبل حوالي 205 ملايين سنة. ولكن البرمائيات الأصغر بقيت وأصبحت أسلافًا للضفادع والعلاجيم والسمندر.
الطيور. تطورت الطيور تدريجيًّا من الديناصورات أثناء حقب الحياة المتوسطة. وأقدمها الطائر الأول (آركيوبترِكْس)، حيث عاش قبل 140 مليون سنة أثناء نهاية العصر الجوارسي. وكان هذا الطائر بحجم الغراب، وشابه الزاوحف في العديد من النواحي. فكان له أسنان، وذيل يشبه ذيل الزواحف ومخالب في كل جناح. وخلّفت طيور ما قبل التاريخ القليل من الأحافير بسبب هشاشة هياكلها وسهولة تحطمها.
الثدييات. تشبه الثدييات الطيور، وتطورت تدريجيًّا أثناء حُقب الحياة المتوسطة. وظهرت من مجموعة من الزواحف التي طورت تدريجيًّا جماجم وأسنانًا وعظامًا تشبه تلك التي للثدييات. وكانت الثدييات الأولى حيوانات صغيرة قريبة في حجمها من الجرذان، وأجسامها مكسوة بالفراء، ولها مقدمات مُدبّبة.
كانت بعض ثدييات حُقب الحياة المتوسطة تضع البيض. ويوجد الآن نوعان فقط من الثدييات البيّاضة هي حيوان البلاتيبوس وقنفذ النمل اللذان يعيشان في أستراليا وغينيا الجديدة. وكانت أهم ثدييات الحياة المتوسطة هي الحيوانات الكيسية والمشيمية. والثدييات المشيميَّة تلد صغارًا أحياء، بينما تلد الحيوانات الكيسية التي تشمل الكنغر والبوسوم صغارًا ناقصة النمو. ويستمر الصغار في التطور في كيس الأم في معظم الكيسيات تقريبًا. أما الحيوانات المشيمية، فتلد صغارًا كاملة النمو، حيث تنمو الصغار داخل جسم أمها وتتزود بالغذاء من عضو يسمّى المشيمة. وقد سادت المشيميات في الحقبة التالية من تاريخ الأرض.
عصر الثدييات
حيوانات حُقب العصر الحديث.
بدأت سيطرة الثدييات على الأرض بعد انقراض الديناصورات والزواحف العملاقة الأخرى مع نهاية حُقب الحياة المتوسطة. وتعرف حقب الحياة الحديثة التي تلي حقب الحياة المتوسطة بعصر الثدييات. وقد بدأ قبل 63 مليون سنة ومستمر حتى الآن.
كانت ظروف التطور السريع على الأرض ممتازة بالنسبة للعديد من أنواع الثدييات خلال حقب الحياة الحديثة. فقد وجدت أنواع جديدة من البيئات للثدييات مع ارتفاع الجبال، وجفاف مستنقعات الأراضي المنخفضة. ولكونها من ذوات الدم الحار، ومغطاة بالشعر، فقد تمكنت من التكيُّف بسهولة أكثر من حيوانات أخرى عاشت في مناخ حقب الحياة الحديثة الأول، الجاف البارد.
الحياة الحيوانية العصور العهود بدأت استمرت
أنواع الثدييات التي انتشرت بسرعة العصـــر الثــــــــــلاثي البليوسين منذ 63 مليون سنة 8 مليون سنة
ظهرت أول جمال وجياد وغيرها من الثدييات العصـــر الثــــــــــلاثي الإيوسيني منذ 55 مليون سنة 17 مليون سنة
انتشار الأراضي العشبية وظهور القرود البدائية العصـــر الثــــــــــلاثي الأوليجوسيني منذ 38 مليون سنة 14 مليون سنة
الثدييات بلغت أنواعها الحد الأقصى العصـــر الثــــــــــلاثي الميوسيني منذ 24 مليون سنة 19 مليون سنة
ظهور الحيوانات التي تشبه الإنسان وغيره من الثدييات الحديثة العصـــر الثــــــــــلاثي البليوسيني منذ 5 مليون سنة 3 مليون سنة
تطور الجنس البشري الحديث. بداية عصر الجليد العصــر الربـــاعي البليستوسيني منذ مليوني مليوني
الجنس البشري يصطاد ويربي الكثير من الحيوانات الأليفة العصــر الربـــاعي الهولوسيني منذ 10,000 سنة منذ 10,000 سنة
تطور المشيميات. كانت الثدييات المشيمية الأولى حيوانات صغيرة تغذت بالحشرات بصورة رئيسة. ومن هذه، تطورت تدريجيًا مشيميات آكلةٌ للنبات، وأخرى آكلة للحوم .
ظهر العديد من أسلاف المشيميات الحديثة في أوائل حقب الحياة الحديثة، وبقيت صغيرة الحجم نسبياً. فعلى سبيل المثال، كان حجم الحصان الأول الإيوهيبوس والجمل الأول البروتلُبُس تقريبًا بحجم الثعلب. وكان المياسز، وهو سلف حيوانات مثل الكلب والقط والدُّب والذئب، تقريبًا بحجم ابن عرس. وكان المويريِثيْريم، وهو سلف الفيل بحجم الخنزير، ولم يكن له جذع ولا خرطوم. ومن الثدييات الأخرى التي عاشت خلال الفتره الأولى من حقب الحياة الحديثة، الأفراد الأولى من عائلة القرد، والقوارض الأولى، وهي أسلاف السناجب والفئران والقنادس.
وبحلول أواسط حقب الحياة الحديثة، كان العديد من المرتفعات الجبلية قد تحاتت مرسبة تربة سطحية غنية، في السهول الواقعة على سفوح هذه المرتفعات وقواعدها. ونمت أنواع جديدة من الأعشاب في هذه السهول الخصبة. وفي هذه البيئة أصبحت أسلاف الثدييات ذوات الحوافر، مثل الخيول والأيائل والخنازير والجمال كثيرة العدد ونمت بأحجام أكبر. فعلى سبيل المثال، تطوّرت الخيول تدريجًيا لتصبح حيوانات بحجم المعْز، وزادت أعداد ذوات الحوافر هذه وأصبحت تفترسها أكلة اللحوم. وشملت المفترسات النمر ذا الأسنان المعقوفة الذي قتل فرائسه باستعمال سنَّين من الأسنان التي تشبه المخارز التي وصل طولها إلى 20سم. وفي آسيا وإفريقيا، تطورت بعض القرود تدريجيًا لتصبح القردة الأولى. وازدادت أعداد القوارض وأنواعها وأصبحت أكثر الثدييات الصغيرة أهمية.
وفي نهاية حقب الحياة الحديثة، أصبح المناخ باردًا وأدَّى ذلك للعصر الجليدي الذي عادة مايؤرخ في الفترة بين مليونين وعشرة آلاف سنة خلت. وتقدمت المثالج خلال العصر الجليدي ثم تراجعت عدة مرات فوق مساحات الأرض الواسعة. وجالت المواميث ووحيدة القرن الصوفية الضخمة في اليابسة المتجمدة،حيث ساعدتها أغطيتها السميكة على التكيّف مع الظروف الباردة.
وانقرض العديد من حيوانات ماقبل التاريخ مع بداية تراجع آخر المثالج، وكان ذلك قبل حوالي عشرة آلاف سنة. وشملت هذه الحيوانات الكسلان الأرضي والمواميث والنمور ذات الأسنان المعقوفة ووحيدة القرن الصوفيّة. ويختلف الباحثون فيما إذا كانت هذه الحيوانات قد انقرضت بفعل البيئة والنباتات المتغيرة، أو بفعل الإنسان نفسه.
توزيع الثدييات. قبل حوالي 250 مليون سنة مضت، كانت كل القارات قد زحفت ببطء، وكونت القارة العملاقة الوحيدة. وحوالي 200 مليون سنة مضت بدأت كتلة اليابسة الهائلة هذه تتفكك إلى قارات منفصلة، تحركت ببطء إلى أماكنها الحالية، وظهرت الثدييات المشيمية في الأجزاء الشمالية من كتلة اليابسة. وانتشر جزء قليل منها إلى أستراليا وأمريكا الجنوبية في الفترة نفسها التي انفصلت فيها هذه القارات عن القارة العملاقة. ونتيجة لهذا فقد تطورت تدريجيًا أنواع من الثدييات الكِيسِيَّة في أستراليا وأمريكا الجنوبية، حيث تجنبت التنافس مع المشيميات المتقدمة في مجال الغذاء، وأماكن الأعشاش. أما في القارات الأخرى فإن التنافس مع المشيميات أدى إلى قتل الثدييات الكِيسِيَّة سريعًا.
وتطورت أشكال العديد من الثدييات الكيسية لتشبه المشيميات. فعلى سبيل المثال، فقد اشتملت كِيسِيّات أستراليا على البوسوم (حيوان جرابي) الشبيه بالقوارض، والوطواط شبيه الخنزير، والعفريت التسماني شبيه الذئب. أما حيوانات الكُنغر السريعة الحركة فكانت هي المقابلة للمشيميات ذوات الحوافر التي جالت في سهول شمالي أمريكا. وكان هناك نوع واحد من الكيسيات التي تشبه النمر ذا الأسنان المعقوفة في أمريكا الجنوبية.
اختلفت مشيميات ما قبل التاريخ في أمريكا الجنوبية عن المشيميات في أي مكان آخر. فقد شملت هذه حيوانات الكسلان الأرضي التي يبلغ حجمها حجم الفيلة، وكذلك الحيوانات المدرعة (الأرماديلو) المغطاة بصفائح عظمية تشبه الألبسة المدرعة. وفي المراحل المتأخرة من حقب الحياة الحديثة أصبحت أمريكا الشمالية متصلة مع الجنوبية بوساطة جسر أرضي. وهكذا فقد تنقلت مشيميات أمريكا الجنوبية عبر هذا الجسر الأمريكي الأوسط إلى أمريكا الشمالية. وانتقل البوسوم أيضًا من أمريكا الجنوبية وأصبح الثدييّ الكيسي الوحيد في أمريكا الشمالية. وقد اختفت معظم الكيسيات في أمريكا الجنوبية بعد أن تمكنت الكيسيات آكلة اللحوم من أمريكا الشمالية من الهجرة عبر الجسر الأرضي.
دراسة حيوانات ما قبل التاريخ
دراسة الأحافير تمكن الباحثين من معرفة حيوانات ماقبل التاريخ. فقبل إزالة العظام من الأرض، يقوم الباحث بإزالة الغبار عنها وترقيمها بالترتيب.
وفي المختبر يستعمل الباحث أداة لتنظيف جمجمة إحدى الثدييات.
يدرس العلماء المُسمَّون علماء الأحافير حيوانات ما قبل التاريخ بوساطة فحص الأحافير. ويسمَّى علم حيوانات ماقبل التاريخ علم الإحاثة. وتعطي الأحافير سجلاً للنباتات والحيوانات الماضية على الأرض. كما أنها تساعد العلماء في إعادة بناء البيئات التي عاشت فيها حيوانات ماقبل التاريخ.
تفسير أدلة الأحافير. نادرًا مايتم حفظ حيوان ماقبل التاريخ بالكامل على شكل أحفورة. وغالبا ماتتكون أحافير الحيوانات من عظام وأسنان أو أصداف تتلف ببطء أكثر من الجلد أو العضلات والأجزاء الطرية الأخرى. ولكن يمكن أن يعرف العلماء الكثير عن حيوانات ما قبل التاريخ من دراسة جزء واحد من هذه الأحافير.
يصل علماء الأحافير إلى استنتاجاتهم عن حيوانات ماقبل التاريخ من مقارنة أحافير مع حيوانات حية شبيهة بها. فعلى سبيل المثال، يمكنهم تقدير حجم وشكل الحيوان الأحفوري بمقارنة عظامه مع عظام حيوانات حية مشابهة أو قريبة منه. ويمكن لهذه المقارنات أن تشير إلى كيفية معيشة هذا الحيوان آنذاك. ومن دراسة الحيوانات الحديثة تمكن علماء الأحافير من معرفة أن حيوان ماقبل التاريخ كان يركض بسرعة إذا كانت له عظام أرجلٍ طويلة. كما أن حيوانًا له عظام أرجلٍ قوية وقصيرة، ربما حصل على طعامه بحفر الأرض. وتشير الأسنان الحادة إلى أن ذلك الحيوان من أكلة اللحوم؛ كما تشير الأسنان غير الحادة إلى أن ذلك الحيوان من أكلة النباتات.
ويمكن أن تدل الحيوانات المسماة الأحافير الحية على تركيب حيوانات ماقبل التاريخ وسلوكها. والأحافير الحية ليست إلا أجناسًا حية لمخلوقات عاشت في زمن ماقبل التاريخ. ومثال على الأحافير الحية سمكة السيلاكانث وهي نوع من الأسماك الزعنفية المفصّصة التي تعيش في جنوب شرقي سواحل إفريقيا. وقليلاً ما تغيرت هذه الأسماك منذ عصر ماقبل التاريخ.
وخلّفت بعض حيوانات ماقبل التاريخ وراءها سلالات بعيدة. فالطيور هي أقرب الأحافير الحية للديناصورات، وأقرب شبهًا بالدّيناصورات في تركيب عظامها من أيّ حيوان آخر حيّ.
زاحف طائر. خلف دامفورينكنس (منقاريات الخطم) هذه الأحفورة في حجر جيري. وتبين الأحفورة ذيل حيوان عظمي طويل، والفكين المسنّْنين، وأغشية الجلد التي شكلت أجنحته.
التطور والانقراض (النشوء والارتقاء). قد تقدّم دراسة حيوانات ماقبل التاريخ إثباتًا لدعم نظرية التطور. وتفترض هذه النظرية أن كل الأشياء الحية تطورت تدريجيًّا من كائنات أبسط منها. وتضيف النظرية أن الكائنات تتغير استجابة لتغيرات في بيئاتها. وهذا يعني أن تطور صفات متخصصة تؤدي لزيادة فرصها في التكيف مع الظروف الجديدة. وهذا هو ملخص نظرية التطور التي وافق عليها قليلون ورفضها كثيرون.
ومع بروز حيوانات ماقبل التاريخ الجديدة انقرضت أخرى؛ وحدث الانقراض الجماعي خلال عدة عصور. فقد اختفت البرمائيات الضخمة مع نهاية العصر الترياسي. واختفت الديناصورات والزواحف العملاقة مع نهاية حقب الحياة المتوسطة، والعديد من ثدييات العصر الجليدي مثل الماموث اختفت قبل حوالي 10,000 سنة.
أدى التساؤل عن سبب انقراض حيوانات ماقبل التاريخ لنقاش كثير. ويعتقد بعض الباحثين أن حدثًا غير عادي، مثل ارتطام أحد الكواكب الصغيرة بالأرض، هو السبب في الانقراض الجماعي. ولكن يشير آخرون إلى أن هذه النظرية لا تشرح سبب انقراض بعض الحيوانات فقط في مرحلة معينة واحدة. ويقول هؤلاء إن سببًا مختلفًا ربما كان وراء انقراض كل مجموعة من هذه الحيوانات. فعلى سبيل المثال، ربما أصبح المناخ باردًا لمجموعة معينة؛ وربما لم تتمكن مجموعة أخرى من التنافس بنجاح على الغذاء مع حيوانات أخرى، أو ربما ماتت بسبب المرض. وعلى أية حال، فإن الحيوانات التي لم تتمكن من التكيف مع الظروف البيئية الجديدة قد انقرضت. ومعظم الأنواع الحيوانية التي عاشت على الأرض قد انقرضت الآن.