ملَّ الحليمُ فمــا بأرضِ الغاربِ
صبرٌ على الشعرِ الحديثِ الكاذبِ
كـمْ ذا قرأتُ ولــمْ أَعُد بنتيجةٍ
فاسأَل عن المقصودِ عقلَ الكاذِبِ
مــاذا أرادَ بمَـــدِهِ وبجزرِهِ
إلا نفــاياتٍ ببعضِ جــوانبِ
شـــطرٌ طويـلٌ آخَـرٌ متلملمٌ
أينَ البســـيطُ ونغمةُ المتقاربِ
زبدٌ علـــى رملٍ أَيحملُ مركباً
وأراه يضعُفُ عن خفيفِ القارِبِ
وحــلٌ بـلا ماءٍ أَيروي ظامئاً
يعتـــادُ نبعاً من كريمِ مشاربِ
فــالحَقْ سراباً خادعاً قد كُدِّسَتْ
كُثبــانهُ في رمـلِ صحرٍ لاهِبِ
ســـتعودُ عنهُ قوافلٌ وجحـافلٌ
عطشى فلا وشلٌ لِشـربِ جنادِبِ
يــا مُبعِدينَ عن البحورِ ومائِها
وميممينَ الوجــهَ سمتَ خرائِبِ
هــلاّ رجعتمْ عنْ خرابٍ كاذِبٍ
أو مــا سئِمتُم بَعدَ طولِ تجارِبِ
قَلَّتْ خميرةُ كــاتِبيهِ فــأحدثوا
صحنــاً تلاشى في هواءٍ ذاهِبِ
رفعوا الرؤوسَ وباتَ سامِعُ قولِهمْ
سَئِمـــاً يغطي الفَّمَّ عندَ تثاؤُبِ
ولقــدْ ينــامُ بغيرِ راحةِ نائِمٍ
فـالصوتُ يوقظُهُ كرعدِ سحائِبِ
بعضٌ عـلى التصفيقِ يحيا دونما
فهمٍ ولـفَّ عيــونَـهُ بعصائِبِ
والبعضُ منتظرٌ نِهـــايةَ حبسِهِ
وكـــأنَّ مقعدَهُ رهينُ مصالِبِ
قــدْ قَلَّبَ الجسمَ المهينَ ميامناً
وميـاسراً ورمى بِغمزَةِ حاجِبِ
يرنو إلـى الرسغِ اليسارِ لساعةٍ
وقفتْ عقارِبُهـا لخوفِ عقارِبِ
متشـــائِماً فالوقتُ طالَ وظِلُهُ
ما قـالَ حندجُ في بطيءِ كواكبِ
مهــلاً وصبراً لستُ أَوَلَ سامِعٍ
كرهَ الحروفَ وملَّ عجقةَ صاخِبِ
لا بـدَّ تأتيكَ النهــايةُ فـارتقِبْ
أو نَمْ فقـد قضيتَ بعضَ الواجِبِ
ومتى أفقتَ سحبتَ أنفـاساً عَلَتْ
نغماتُهــا توحي بسـمعٍ غائِبِ
فــاسمع فديتكَ ثمَّ خُذ من حسنِهِ
للأهــلِ والأصحابِ عندَ أقاربِ
فـلقدْ ملأتَ العقــلَ علماً زائِداً
تحكيهِ في بعضِ الزمانِ لصاحبِ
يا نــاسُ أينَ الشعرُ أينَ عمودهِ
بـلْ أَينَ أينَ وتلكَ بعضُ عجائِبي
أفمــا قرأْتُمْ للنوابِغِ شــعرَهُمْ
ومعلقــاتٍ فـي رُفوفِ مكاتبِ
شــعرٌ وطرفَةُ جاءَ يحكي نظمَهُ
فوقَ الهجينِ عـلى رمالِ سباسِبِ
أَوَ مـــا عرفتم سيرةً وملاحماً
للقــادِمينَ بغزوةٍ وكتـــائِبِ
أوَ مــا سمعتَ البحتُرِيَ ووصفَهُ
لقصور كسرى في المقالِ الصائِبِ
ناهيكَ عن ابنِ الحســينِ ونظمَهُ
فوقَ الأحيدبِ فـي عظيمِ محاربِ
ولمالكِ ابـنِ الرثيبِ وقـعُ رثائهِ
وكــلامهِ عندَ الحصـانِ العاتبِ
ولــذي القروحِ ووصفهِ لطريقِهِ
وإلـــى جريرٍ عندَ كلِّ مغالبِ
للشــــنفرى ولعيشةٍ وخشونةٍ
والـلامُ قـــافيةٌ أتتْ برغائبِ
كانت حروفُ النظمِ طَوْعَ بِنانِهم
فـــأتت روائِِعها ودمعُ نوادبِ
خنسـاؤهم خنَسَتْ ويبقى شعرُها
برثــاءِ صخرٍ في كريمِ مناقِبِ
فــارجع الى كتبٍ تكاثَرَ عَدُها
ضاقت بها الأرقامُ عندَ محاسِبِ
فــاقرأ وطالِعْ فالمحابرُ أفعمتْ
صحفَ الزمانِ بطيبِ شهدٍ ذائِبِ
مـاضٍ منَ الأدبِ العريقِ نعافُهُ
ونقَــلدُ الأسلوبَ حذوَ غرائبِ
حتى غـدونا والمشاعرُ أجدَبَتْ
كـــالغُصنِ بَدَّلَ بلبلاً بعناكِبِ
فقعدتُ والقَــلمُ الأمينُ بجانبي
والحبرُ دأبي فوقَ كلِّ صواحِبي
تَزوَّرُ صُحفي عن كثيرِ توافـهٍ
لـــكنني أهجو حديثَ أشائِبِ