أوقفتَ حرفَكَ للحســــناءِ والشَبَقِ
وصارَ همُّكَ بين الثــــديِّ والعُنُقِ
وجــاءَ شــعرُكَ عن حمراءِ ليلَتِهِ
في الشـعرِ والنحرِ والأردافِ والحلَقِ
كـــأنَّ عُمرُكَ ليــلٌ لا حدودَ لهُ
وشــمسُهُ قـدْ أضاءتْ مسلَكَ الأفقِ
ترى القضيةَ فـــي أوصافِ جاريةٍ
هنـــاكَ طُعمكَ من فحشٍ ومن لزَقِ
وحقلُكَ الصدرُ والرمـــانُ يـانِعُـهُ
يهــدي لثـغرِكَ في طيبٍ وفي نزَقِ
يــا شاعرَ المرأَةِ البيضاءِ في شغَفٍ
وفـاضحِ الغــادةِ السمراءِ في النطقِ
يــا واصِفَ الفخذِ في الألإواهِ تذكُرُهُ
وغــــارزَ النابَ في وجهٍ ألأم تفِقِ
يا مــدخِلَ الأنفَ في أجوافِ عاهرةٍ
مــنْ أوَلِ الليــلِ حتى مَطلَعِ الفَلَقِ
إنَّــا على الجمرِ نُشْوَى ما لشاعِرِنا
يـــرى منَ النارِ بحراً وافِرَ الغدَقِ
إنَّ الغنــاءَ لأذنٍ مــا بهـا صممٌ
والرقصُ والميــلُ بالأنسـامِ للحبقِ
والكــأسُ للمُدْنَفِ الولهــانِ يؤنسُهُ
فكيفَ بــالكأسِ بينَ الموتِ و العَرَقِ
والوردُ يَشْـتَمــُّهُ المرتاحُ من حَزَنٍ
وأنتَ تخلُطُ أنـــــاتٍ على عبقِ
يـا عاصرَ الحرفِ خمراً فوقَ مائِدةٍ
هلْ لَـذَّ طعمكَ والغربــانُ في نفقِ
إنَّ الرُجولَةَ ضـاعتْ عنـدَ عائِبَـةٍ
قــد صرتها بذليـلِ الطعمِ و الوهَقِ
أتحسَــبُ الفحـشُ زاداً عندَ عاهِرَةٍ
إذا تغــذَّت بمــا من دفعةِ الهَمِقِ
يـا مَـنْ جعلتَ منَ القبـلاتِ تغذِيةً
من مومســاتٍ تزيدُ النفسَ من قلَقِ
أَمــا التَـفَتَّ الى قــومٍ مساكِنُهُم
صارتْ خراباً وباتوا في حِمى الطُرُقِ
أمـا التفتَّ إلــى قــومٍ كرائِمُهُم
صارتْ بـأيدي شِرارِ الخلْقِ والخُلُقِ
أمــا رأيتَ شـبابــاً دُقَّ ساعِدهم
عـلى يــدِ الغاشِمِ الجبارِ والحَزِقِ
أمــا رأيتَ رجــالاً أُوقِفوا زُمَراً
علـى الجـدارِ وقد صُفُوا على نَسَقِ
وخــلفُهُم ظالمٌ شــدَّ الزنادَ فـما
رأيتَ إلاّ بقـــايا الــدمِ والعَلَقِ
أيــا فلسطينُ إنَّ الأمسّ ما اندملتْ
جراحُــهُ وكريمُ النفسِ فـي أرقِ
أنينُ مسـجِدُنــا يعــلو وتسمعُهُ
آذانُنــا يشـتكي من حـافِرِ النفقِ
إنَّ الخليــلَ لتشـكو العُربَ قاطِبةً
واللـدَّ والرملـةَ العصماءَ في حرقِ
إنَّ العروبـــةَ أهواءٌ مشَـــتتةٌ
فــلا تُعدُ ولا تحصى منَ الفـرقِ
أتــوا إلــى السلمِ آراءً مُبعثرةً
هــذا طروبٌ وهــذا جَدُّ مختنِقِ
كــأنَّ وحدتنا في البحرِ قدْ غَرِقت
أو أصبحتْ كرداءٍ بـــاهِتٍ خَلِقِ
تتيهُ صهيونُ فـي لبنـانَ من عجبٍ
ونشتكي لـكأنَّ النصرَ فـي الورَقِ
شُــذاذُ جـاؤوا من الآفاقِ فأتَلَفوا
وأصبحوا قـوةً في السيفِ والدرقِ
/ياهو/ كَذئبٍ عوا فـي رملِ باديةٍ
يهوى الدمـاءَ يهودِيٌ علـى حنَقِ
يا قــائدَ العُربِ لملمْ شـملَ أمتنا
فوحدةُ الصفِّ آمـــالٌ لكلِ نقي
فــلو وقفنا بصفٍ واحِـدٍ قوِيَتْ
منـا الشكيمةُ في الأفعالِ والحَدقِ