يا قدس من أينَ لي أَن أعرفَ النسبا
والعربُ ضاعوا فهل مَنْ يعرفُ العربا
يا قدسُ مالي وللتاريخِ أسأَلهُ
وحاضري لفَّ من تاريخهِ حُقَبا
يا قدس والدمُ في محرابِ مسجِدنا
رطباً جديداً ندِيَّ العودِ ما نضبا
يا قدسُ لو تعرفُ الفاروقَ ما فُتحتْ
على يديهِ وعزمُ الفتحِ ما وصَبا
يا قدسُ لا تشتكي منا تفرقنا
حُبُّ العروشِ غدا هماً ومُطَّلَبا
يا قدسُ صبراً و لا حداً لمصطبرٍ
إنَّ المروءَةَ أضحى أهلُها غُربا
نسقي ونعلفُ تيساً لا حليبَ بهِ
وغيرُنا عرفَ الأثداءَ فاصلبا
يا قدسُ لا تبكِ من وقعِ الجِراحِ ولا
تسكتْ على الضيمِ إنَّ الخصمَ ما تعبا
لملم جراحكَ إنَّا خلفَ أظهُرِنا
كلُّ القضايا وأضحى جَدُنا لعِبا
لنا الملاعِبُ لا نشكو ملالتها
والحانُ لسنا نرى في ساحِهِ نصَبا
غذاؤُنا الرقصُ أو عرضُ المناكبِ أو
صيدُ الغواني ونقضي عمرُنا طرَبا
تبكي المنابرُ مذْ ضاعتْ عقيدَتنا
وشَدَّ أسماعنا بالكذبِ من كذبا
في كلِّ بيتٍ غذاءُ العينِ من صورٍ
للضاحكينَ علينا فانظروا عجبا
يا أمةً ضاعَ فيها الجَدُّ إذ غفِيَتْ
نفوسُها واستحالتْ عينُها هُدُبا
يا أمةً قدْ علاها صوتُ بائِعِها
وأسلمتْ عنقَها النخاسَ والغُربا
يا أمةً أذهبتْ عنها حماستها
وأصبحَ الرأسُ منها يشبِهُ الذنبا
ها قدْ وضعنا سيوفاً ضمنَ أغمُدِها
وساحُنا قدْ أضاعَ البلقَ والشهُبا
يا أمةً مزَّقتْ أخلاقها إرَباً
وصارَ عاقِلُنا في حزمِهِ إرَبا
لو أنَّ وحدتنا نارٌ نجرِبها
فنعشقُ الحرقَ والدخانَ والحطبا
لو أنَّ معتَصِماً أودى بمسمَعِهِ
صياحُنا لجفا كأساً وما شرِبا
يا أمةً حبُها للشرقِ قابَلَهُ
فيضُ السلاحِ يجُرُّ المالَ والحدَبا
كلٌّ يرانا كما الأغنامُ في يدِهِ
هُمُ الذئابُ ونحنُ الرعيُ ما هرَبا
يا أمةً قدْ علاها حبُّ عاصِرِها
ومَنْ يراها كروماً أعطَتِ العِنَبا
حتامَّ نصبِرُ والأسيافُ مشرَعةٌ
إلى النحورويومُ الثأرِ قدْ وَجَبا
حتامَ نصبِرُ والجلادُ يوقِفُنا
للقتلِ صبراً وهذا النطعُ قدْ شَرِبا
حتامَ نصبِرُ والقدسُ الشريفُ رأوا
في زعمِهم هيكلاً فالصخرُ قدْ غضِبا
في كلِّ يومٍ لنا خِسٌ يطالِعنا
تكَرَّمَ الغربُ والروسيُّ قدْ وَهبا
إنا كرهنا خروجَ الروحِ في مَهَلٍ
ويُكرهُ الصبرُ عندَ الحتفِ فاستلِبا
إلى الحتوفِ مِدىً سالَتْ مضارِبُها
وأسهُماً لَمَعَتْ بالموتِ والقُضُبا
نبغي المماتَ ولا نرضى مخازينا
خُذِ الحياةَ وهاتِ الِعِزَّ والحسبا